عند شراء سيارة جديدة يفكر العملاء في تكلفتها في المقام الأول، لذلك فإنهم يختارون الموديلات المزودة بأضعف المحركات؛ لأن أسعارها تكون أكثر ملاءمة لهم. ولكن بعد عدة أسابيع من قيادة السيارة يشعر العملاء بخيبة أمل وحسرة كبيرة؛ لأن سيارتهم الجديدة تسير بسرعة بطيئة للغاية، ولا تنطلق بصورة جيدة عند الرغبة في تجاوز المركبات الأخرى. وفي هذه الحالة غالباً ما يرغب العملاء في الحصول على المزيد من القوة الحصانية دون الاضطرار إلى شراء سيارة جديدة. ومن خلال بعض التدخلات الفنية في الأنظمة الإلكترونية بالسيارة يمكن زيادة قوة المحرك وتحسين معدل الأداء، وهو ما يُعرف باسم تعديل الشريحة الإلكترونية (Chiptuning).
وفي هذه العملية يتم استبدال أو استكمال البرنامج، الذي قامت الشركة المصنعة بتثبيته على السيارة، والخاص بالتحكم في المحرك من خلال أوامر تحكم جديدة. وأوضح هارالد شميتكه، من رابطة شركات تعديلات السيارات (VDAT) بمدينة روسباخ غربي ألمانيا، قائلاً :’إما أن يتم استبدال الملفات في جهاز التحكم الأصلي، أو يتم توصيل جهاز تحكم إضافي، وعندئذ يظل البرنامج الأصلي على حاله بدون أي تغيير’. ويظهر نفس التأثير في كلتا الطريقتين؛ حيث تزداد قوة المحرك من خلال تعديل بعض المعايير المحددة مثل بارامتر ضغط الشحن للمحرك التوربيني أو بارامتر توقيت حقن الوقود أو مدة الحقن.
وهنا يلتقط غونتر إيرمشير، مدير شركة Irmscher المتخصصة في تعديل موديلات كثيرة ومن بينها سيارات أوبل، طرف الحديث ويقول :’نحن نستغل الاحتياطيات التي تتركها شركات السيارات’. كما أوضح سفين غرام، من شركة برابوس المتخصصة في تعديل موديلات مرسيدس بنز، أنه عند مواءمة الموديلات، التي يتم إنتاجها بأعداد كبيرة، لا يصل المطورون غالباً إلى القيم الحدية لقدرة تحمل المواد والتقنيات. ولذلك يقول هارالد شميتكه إنه يمكن زيادة عزم دوران وقوة العديد من محركات البنزين والديزل، وخاصة محركات التربو المنتشرة حالياً، بنسبة تصل إلى 20% بدون أية تدخلات ميكانيكية. ولا داعي للخوف من حدوث أضرار بمنظومة الدفع، إذا تمت عملية التعديل بشكل احترافي.
وأشار فيليب بولس، الخبير لدى الهيئة الفنية الألمانية لمراقبة الجودة (TÜV Süd)، إلى أن عملية تعديل الشريحة الإلكترونية يمكن أن تساهم في حماية البيئة أيضاً، موضحاً :’تتوافر في الوقت الحالي باقة متكاملة من المحركات الصديقة للبيئة (Green Tuning)، وهذا يعني انخفاض معدل استهلاك الوقود مع زيادة قوة المحرك. وهذا الأمر موضع ترحيب دائم من العملاء’.
ومع ذلك أوضح فيليب بولس أن تعديل الشريحة الإلكترونية ينطوي على بعض المخاطر، ومن أهمها التخبط والإفراط في زيادة معدل الأداء. ويحذر خبير السيارات الألماني من أنه إذا قام أحد هواة تعديل السيارات بزيادة قوة المحرك بدرجة كبيرة للغاية، فقد يتعرض المحرك لحدوث أضرار جسيمة، بالإضافة إلى زيادة تآكل الأجزاء في المحرك وناقل الحركة وعمود الإدارة ونظام المكابح بصورة بالغة. ونظراً لتغيير معدلات العادم بالسيارة المُعدلة، فقد تحدث عدة اختلالات، منها ظهور أعطال بجهاز تنقية العادم. ويحذر كريستوف لاوترفاسر، مدير مركز أليانز للتقنية (AZT)، من نفس المخاطر، مشيراً إلى أن تعديل الشريحة الإلكترونية بشكل سيء قد يؤدي إلى عدم تناغم خصائص القيادة مع انخفاض معدلات الأداء وعزم الدوران عند دوران المحرك بعدد لفات معين.
ومَن يرغب في تعديل الشريحة الإلكترونية بسيارته، فينبغي عليه عدم التوجه إلى شركات مجهولة الهوية. ولذلك ينصح خبير السيارات هارالد شميتكه بعدم تغيير برمجة جهاز التحكم الأصلي في المحرك إلا لدى الشركات المعروفة التي تتمتع بخبرة وسمعة طيبة. وعند الرغبة في تركيب جهاز تحكم إضافي، فينبغي الاقتصار على شراء الأجهزة ذات العلامات التجارية المعروفة، وعدم التوفير في التكلفة واللجوء إلى شراء المنتجات الرخيصة. ومن الأفضل أن يتم تركيب الجهاز الإضافي لدى إحدى الورش الفنية المتخصصة.
وبالإضافة إلى ذلك فإن شركات تعديل الموديلات التي تتمتع بالثقة والمصداقية تقر بأنها تتحمل ضمان الشركة المنتجة لمحرك السيارة أو أنها تقدم الضمان الخاص بها نظير تكلفة إضافية في بعض الأحيان. وأضاف هارالد شميتكه :’يتعين على العميل أن يسأل دائماً عن حقوق الضمان’، لأن الشركة المنتجة للسيارة لا تتحمل أية مسؤولية تجاه الأضرار التي تحدث بسبب تعديل السيارة على نحو يمكن إثباته.
صندوق المعلومات: تحديث البرنامج أو جهاز التحكم الإضافي؟
يرى خبير تعديل السيارات هارالد شميتكه أن تحسين أداء المحرك من خلال إعادة برمجة جهاز التحكم الأصلي أو من خلال تركيب جهاز تحكم إضافي، تعتبر مسألة متروكة لرغبة العميل. وتتمثل ميزة إعادة البرمجة في أنه لا يتم تركيب جهاز إضافي، ولكن يمكن فقدان هذا التعديل عند فحص السيارة عن طريق تحديث برنامج الشركة المنتجة. ولا يظهر هذا الخطر في حالة تركيب جهاز تحكم إضافي، علاوة على أنه يوفر العديد من الإمكانيات التقنية؛ منها أنه يمكن ضبط جهاز التحكم الإضافي بحيث يتم تفعيله مع درجة حرارة التشغيل فقط، ويتم إيقافه أوتوماتيكياً عندما يكون المحرك ساخناً للغاية.
السيارات
0 التعليقات:
إرسال تعليق