الجمعة، 19 سبتمبر 2014

من داخل مصنع لاسا .. كيف تتم صناعة الإطارات؟

ElTawkeel.com


من تركيا: محمود مصطفي كمال


صناعة الإطارات شبيهة بصناعة الكيك! هذه كانت الجملة الأولي التي أخبرنا بها مضيفنا التركي الذي قاد جولتنا داخل المصنع، ففي داخل المصنع أنت تضيف المكونات لبعضها البعض وتخلطها بنسب معينة في أوقات معينة داخل درجات حرارة محددة وتقوم بتشكيلها حتي يخرج لك المنتج النهائي، ومنذ أن دخلنا إلي مصنع لاسا بمدينة أزميت وكان لدينا إنطباع واحد .. هل المصنع اليوم في أجازة؟! أم أنهم قد خففوا من عدد العمال من أجل الزيارة الصحفية؟ في الواقع أن أي من ذلك لم يكن صحيحاً، ولكن المصنع تعمل أجزاء كبيرة منه بشكل أوتوماتيكي بتقنيات متطورة تتطلب تدخل بشري محدود، فتشاهد أمامك الإطار وهو يدخل خط الإنتاج كمكونات منفصلة حتي يصبح في هيئته النهائية كما تشاهده بمتاجر الإطارات.



هذا المصنع ينتج ١٢٤٠٤ إطار في اليوم، و٢٨٢٢٦٣ إطار في الشهر، و٨٣٣٣٧٥٦ إطار في العام، بدون أن يتخطي عدد عماله ٢٠٠٠ عامل بما فيهم العمال المؤقتين بجميع الورديات، لقد أنتجت لاسا من أواخر الثمانينات حتي الأن ما يقترب من رقم ١٦٥ مليون إطار، دون أن تتخطي العمالة البشرية ٢٠٠٠ شخص في وقت واحد.


تؤثر المكونات المستخدمة في صناعة الإطار علي المنتج النهائي بشكل كبير، فيدخل في تكوين الإطار العديد من المكونات بدءاً من المطاط بالطبع، والكاربون الأسود، والسيليكا، والأسلاك المعدنية، كل منهم بقدر محسوب، فمثلاً كلما زادت السيليكا في الإطار زاد تماسكه مع الأسفلت خاصة في الظروف الجوية الممطرة، ولكنه علي الجانب الأخر يصبح أقل عمراً، لذلك توضع بقدر يوازن ما بين التماسك الجيد والعمر الإفتراضي الطويل للإطار.



يمر الإطار أولاً بمرحلة جمع المكونات ببعضها البعض، وصناعة أجزاء الإطار المختلفة التي يتم دمجها مع بعضها ألياً ثم تأخد الشكل الدائري للإطار داخل جهاز يشكل الإطار أوتوماتيكياً، ثم يصل الإطار أخيراً إلي المراحل الأخيرة حيث يتم حفر النقشة علي سطحه، وهو الأمر الذي يتم أوتوماتيكياً في فترة من الزمن تستغرق من ١٠ إلي ١٥ دقيقة لإطارات سيارات الركوب، وقد تمتد إلي ساعة لسيارات النقل.


كل نوع إطار تأخذ مكوناته رقم معين ترفض الأجهزة التعامل مع غيره بمجرد أن يدخل بداخلها أحد مكوناته، وتقوم بإصدار تحذير بوجود خطأ عند حدوث أي عملية خلط حتي يحدث تدخل بشري، وهو التطور الذي يظهر مرة أخري في عملية التحقق من جودة الإطار بعد إنتاجه، إذ يتم الكشف داخل مصانع لاسا بدون تدخل بشري بالأشعة تحت الحمراء لكل إطار لكشف أدق تفاصيل وعيوب الإطار ليعدم علي الفور في حالة وجود أي منها، كما يوجد مرحلة للكشف اليدوي بالعين البشرية علي يد تقنيين محترفين، يتم إختبارهم كل ٦ أشهر في إختبار يكشف قدرتهم علي التعرف علي عيوب الإطار بالعين خلال ٢٠ ثانية فقط.


بالإضافة لذلك فإن الشركة تملك معمل الإختبار الوحيد المعتمد لإختبارات الإطارات طبقاً لمواصفات الإتحاد الأوروبي، والذي تقوم بداخله بمحاكاة ظروف التشغيل من خلال أجهزة متطورة تقوم بتدوير الإطار علي سرعات عالية تصل إلي ٣٠٠ كيلومتر في الساعة، وظروف مناخية مختلفة من السخونة إلي البرودة القاسية، وظروف التماسك المختلفة مع الأسفلت من الأسفلت الجاف وحتي الأجواء الممطرة الزلقة، وذلك بهدف إختبار الإطارات إلي الحد الأقصي.



هذه تكنولوجيا بردجستون، التي تقود عملية التطوير والبحث منذ تعاونها مع إمبراطورية سابانجي التركية، حتي تأسست شركة Brisa التي تحمل الحروف الأولي من Bridgestone وSabanci، والتي تعمل لاسا تحت مظلتها لتنتج مصانع بريسا الإطارات من العلامتين التجاريتين لاسا وبردجستون في ذات الوقت. فبتلاقي التكنولوجيا اليابانية العميقة لبردجستون من خبرتها في هذه الصناعة لعشرات السنوات من إطارات سيارات الركوب للدراجات النارية لسيارات النقل لإطارات فورمولا 1 التي تتعرض للإختبار الأقصي والأقسي علي الحلبات، والطموح التركي وجودة التصنيع في مصانع لاسا، خرجت لنا إطارات من علامة تجارية لم تجد صعوبة في أن تنافس أعرق العلامات الأوروبية واليابانية في هذه الصناعة، وتخصص بريسا في الوقت الحالي لإنشاء مصنع جديد بمنطقة أكسراي بتركيا بدأ العمل عليه بالفعل ومن المتوقع الإنتهاء من العمل به عام ٢٠١٨ بإستثمارات تبلغ ٣٠٠ مليون دولار، وهو يبلغ من ناحية الحجم والقدرة الإنتاجية ما يساوي ١٠ أضعاف المصنع الحالي.


بالحديث عن المسئول عن مبيعات وتسويق لاسا خارج الإتحاد الأوروبي عرفنا أن لاسا تقوم بتصدير حوالي ٣٠٪ من إنتاجها، وتأتي بلاد مثل ألمانيا وإيطاليا ومصر علي قمة مستورديها من ناحية حجم الإستيراد، مما يجعل مصر أحد أهم الدول لعلامة لاسا ويجعل جي بي غبور أوتو أحد أهم موزعي إطارات الصانع التركي في العالم، علي الجانب الأخر تحاول لاسا حالياً التوسع في أسواق تحمل فرصاً كبيرة للنجاح مثل الصين وروسيا وأوروبا الشرقية، مع إفتتاح المراحل المختلفة للمصنع الجديد حتي الإفتتاح الكامل عام ٢٠١٨ ستستطيع لاسا أن تقوم بتلبية إحتياجات هذه الأسواق التي تقوم بالتوسع بها.






السيارات

0 التعليقات:

إرسال تعليق